الثلاثاء، يناير 15، 2008 على الساعة 00:58


في رصدها للساحة الإعلامية ببلادنا ...تسعى بودورو- من موقع القارئ و المـُـــستمع و المـُـــشاهد - تسعى لتسليط الضوء على الظواهر اللافــــتة للإنتباه :

في هذا الإطار, لا يمكن تجاهل ما خلقه البرنامج التلفزي الرياضي " بالمكشوف " من نفس جديد في الصحافة الرياضية في تونس. و هو برنامج يستأثر بنسبة مشاهدة عالية ... و يثير بين الفينة و الأخرى قضايا يبدو أنها تتجاوز بعض الأحيان البــُــعد الرياضي ...

يثير هذا البرنامج ردات فعل جــد متضاربة تتراوح بين الإعجاب و التشجيع و النقد و الإنتقاد و التشكيك في النوايا... يبدو أن إختلاف المــُـــراقبين حول تقييمه يعود أساسا للتساؤلات التالية :

إلى أي مدى يمكن إعتبار هذا البرنامج حرفيا في طرحه ؟

هل يمكن إعتبار جرأة هذا البرنامج في طرح القضايا الرياضية... مؤشرا على إنفراج سيشمل بقية القضايا ( سياسية , إجتماعية...) ؟

هل هو من باب جس نبض الشارع ؟ ...أي إختبار مدى تــقبله لثقافة للإختلاف في الرأي و النقـــد ...و مدى تشبــُــع التونسي بعـــقلية التقييم و المُحاسبة ؟

ألا يـــعدو هذا البرنامج مــُـــجرّد "زوبعة في فنجان" ؟ و هو من باب " التنفيس" لتخفيف الضغط ... و خلق نفس من الحـُــرية الوهـــمـــية... المفقودة في طرح مواضيع أكثر أولوية ؟

ألا يعدو هذا البرنامج مجرد تمثيلية هزلية ؟ تمثيلية ساهمت في الإيحاء بوجود مناخ من الحرية ...و ممارسة هذه الحرية في صنع أعداء إفتراضيين وشن حرب ورقية عليهم .

أليس هذا البرنامج مجرد بيدق من البيادق الهادفة لإتخام الشاشة التونسية بالبرامج الرياضية ... لسد فراغ رهيب خلــّــفه غياب البرامج الحوارية الجريئة و الشفافة حول القضايا المصيرية للمواطن ؟؟؟

أليست هذه الحوارات الساخنة مــُــجرد فأر تمخـــضه جــــبــــل من النقاشات السفسطائية و التافهة... من قبيل التحذير الشديد من خطورة القفز من سور الملعب .. و التهويل من إشكالية عدم ري عشب الملعب بتقنية الري قطرة قطرة ؟

على صعيد آخر :

ألم يقطع هذا البرنامج نسبيا مع ثقافة الصنصرة و بادر بتجاوز العديد من الخطوط الحمراء؟

ألم يسهم هذا البرنامج في الإرتقاء بمضمون الإعلام الرياضي عامة ... و خلق جو من المنافسة .. إلى حد جعل القناة تونس 7 تفيق من سباتها ؟

ألم يبرهن معز بن غربية و ضيوفه عن جرأة تستحق التنويه في الكشف عن تجاوزات المسؤولين؟

هل يمكن إنكار أن البرنامج يرصد بكفاءة نبض الجمهور الرياضي و ينقله بأمانة و حرفية ؟

هل يمكن إنكار دور البرنامج في الكشف و التنديد بالعديد من التصرفات المشبوهة لبعض المسؤولين؟

لـــمَ يسعى البعض لتحميل هذا البرنامج أعباءا أكثر من طاقته ؟

أليس من الأجدر التنويه بما ضخـّـــه هذا البرنامج من دماء جديدة في المشهد الإعلامي التونسي .. بدل التشكيك و تقزيم هذا المجهود ؟

هذه مجموعة من التساؤلات التي لا تحمل أي موقف ضمني من البرنامج ... بل هي من البداهة بمكان, لكل من يسعى لتناول هذه المسألة بشكل موضوعي.

****

حول هذا الموضوع , نرصد لكم اليوم مقالا لعادل بوهلال , صدر بالعدد 902 من جريد الجمهورية (الصفحة 18)... حيث يـُــعبـّــر فيه الصحفي عن رأيه من النفس الجديد الذي يــــعيشه الإعلام الرياضي بتونس.

إدراج هذا المقال ليس للتباري على الفوز بتتويج البودورو...فهو مقال مــُــحترم...و لكن نــُــــدرجه كإثراء لــــنقاش "مـُــدوناتي" حول مسألة الإعلام الرياضي بشكل عــــام و ظاهرة برنامج بالمكشوف بشكل خاص:

إضغط على الصورة للتكبير

مرسلة بواسطةهيئة تحرير بودورو | عدد التعليقات:5
التسميات:
الأحد، يناير 13، 2008 على الساعة 20:26

إضغط على الصورة للتكبير

مــُـــدونة بـُـــودورو تــُـــرحـّــب بالإختلاف في الرأي ...و تـَــسعـَـــد بـــــتعددية الخــبـَــر.

و تـــأســــف لحال صـــــــحفي يــَــرمي الناس بالحجـــر.

فــــعيبُ الشــّــتــم والســـباب , لا يـُــــبرره الإختلاف في وجهات النظر.

القــَــــذف فـــعــــــل دنــــيء..و ليس من فعل حـــُـــر.

نرصــــد لــــكم اليوم مقالا...نرى أنّ فيه شـــر.

و نأسف مــُـــسبقا لما قد يــُـــسبـّـــبه لكم من ضــــجــــــر=

عبد العزيز الجريدي ... ويــْـــحــَــك !!!... ألا تـــعـــلم أنّ المقالات الرديئة... مآلها الحـُــفـَـــر؟!!

الصحفي الموضوعي لا يـــشتــُــم خـُــصومه...و خـــطـَـــؤك هذا لا يـُــغـــتـــفـــر.

ثــــُـمّ من أنت ؟... من فوّضـــك لكي تـُــوزّع صكوك الغــفـــران و الوطـــنــية في مـَــقـَـال يـَــحــتـَــضـِـــر ؟

بغض النــّـــظر عن رأيـــــك السيـــــاسي... أسلــُـــوب كـــــتابـَــتـِـــك يــُـــحــــتــَــقــَـــر.

أمـّـــا عن خــطـــاب التـــخوين و السباب...فبدون تعليق !!! أقول لك : هذه لـــيست صحافة !!! ثـُــمّ أمـُــر.

مرسلة بواسطةهيئة تحرير بودورو | عدد التعليقات:37
التسميات:
الجمعة، يناير 04، 2008 على الساعة 18:50


في مقال سآتي على تفاصيله لاحقا و يمكن الضغط على الصورة أعلاه للإطلاع عليه كاملا نقرأ في بعض أجزائه ما يلي

يبدأ المقال: "قال أحد البولشفيين و هو يواجه تهمة الخيانة العظمى تجاه بلده رغم براءته
perdu perdu il vaut mieux plaider coupable
كان يدرك مسبقا ان الإعدام ينتظره مهما كانت براعة الدفاع لأن رأسه مطلوب و لأن هيئة المحكمة كلها من البولشفيين لذلك خير أن يقر بالخيانة على أن يلوث سمعة البولشفيين و هو البولشيفي حتى الثمالة... هذه الواقعة يناظرها مثل شعبي تونسي آية في البلاغة: مذبوح في الميلاد و إلا في العاشوراء" ثم
نقرأ أيضا: "فليخرس هؤلاء لأنهم منافقون و لا ينتظرهم إلا الدرك الأسفل من النار" ثم
نقرأ: "لماذا فعلها الصفاقسية؟ و هو الذين اشتهروا فيما اشتهروا به "بالرصانة الى حد النعوجية"" ثم
يختم "الحمد لله أني عشت يوما وشاهدت بعض المسؤولين يتخذون مثل هذه القرارات يقولوا للجميع تبا للنعوجية في دولة القانون و المؤسسات... للذين مازالوا يستكثرون علينا حتى وجودنا في النصر و المنار و القنطاوي و الحمامات... للذين يستكثرون علينا تفوقنا الدائم في نتائج امتحاناتنا اقول راجعوا مفاهيمكم للوطن و الوطنية فتونس لكل التونسيين بنعاجها و خرفانها وضباعها و ذئابها... هذا عام جديد نمد فيه أيدينا للجميع بباقة ورد نقش عليها تونس للجميع.... و سنثبت دوما أننا لم نكن يوما نعاجا عكس ما يتصوره البعض و لكن تعلمنا الصبر و المثابرة و حب العمل منذ نعومة أظافرنا و تعلمنا خاصة: فلتسمع كل الدنيا فلتسمع سنموت و لكن لن نركع" انتهى

حدث ذلك يوم الثلاثاء الماضي 1 جانفي (قبل يومين من ذكرى أحداث 3 جانفي 1984) في صفحة "منبر الحدث" من جريدة الصريح.... بقلم "عبد الكريم قطاطة" و هو على ما يبدو "مدير الإعلام في النادي الرياضي الصفاقسي" (و هي خطة وقع إحداثها في هذا النادي هذا العام باسم "إدارة التوثيق و الإعلام"!) و هو في الأصل "إعلامي رياضي" حسب تعريفات وردت عنه في عدد من الصحف التونسية على الانترنت... أعلن "الإعلامي الرياضي" السيد قطاطة في هذا اليوم المشهود... أعلن باسم جهة كاملة من تونس و هي جهة صفاقس أنها مثل "بولشيفي" ستقف للتضحية بنفسها (كان يجب هنا الرفق بقراء الصريح و أجيال القرن الواحد و العشرين و تقديم تعريف بسيط لمعنى البولشيفية" و التي بالمناسبة لا تكتب في النصوص العربية بتلك الطريقة: الأصح بلشفي)... أعلن السيد قطاطة الناطق باسم "الجبهة المسلحة لتحرير..." من مكان غير معروف باسم جهة كاملة من "بر تونس" (على حد التعبير الذي يصر على استعماله رئيس "جمهورية صفاقس" هذه الأيام) أنها "تمد يدها" لبقية تونس... و بالتالي فهي لم تقرر بعد إذا ما كانت ستعلن الاستقلال... طبعا كانت الخاتمة معروفة: بعد الإشارة للثورة البلشفية ينهي "الإعلاني" بمقطع من أحد أغاني الثورة الفلسطينية (و ذلك للتشابه الكبير في الأحداث) حيث يعلن أنه على جميع الدنيا أن تسمع أن جهة صفاقس لن تركع بل ستفضل الموت ببساطة على الركوع.... و لكن السيد "الإعلاني" قطاطة لم ينس في الأثناء أن يذكر كل هؤلاء المنافقين أن يخرسوا و إلا فإن مآلهم جهنم و بئس المصير...

كيف لا يمكن أن نصف هذا "المقال" بأنه تمظهر كاريكاتوري لمن يخلق عوالم أكثر جدية مما يتحمل الواقع... هل يمكن لقارئ روسي أو فلسطيني أن يعتقد و لو للحظة أننا بصدد مقال حول مقابلة كروية... أن هذا مقال منشور أصلا في أحد الصحف اليومية...

في الحقيقة "الإعلامي" أو "الإعلاني" قطاطة تميز في السابق بإعلانات مماثلة تقفز في المعنى و الاصطلاح من الكروي إلى ما فوق الكروي... مثلا حسب تقرير إخباري في جريدة الصباح بتاريخ 30 جويلية 2005 (يمكن الاطلاع على نسخة منه في هذا المنتدى) نقرأ: "واشاد عبد الكريم قطاطة بخروج بطولة الموسم المنقضي عن السائد مشيدا بنزاهة فريق النادي الافريقي واقترح انجاز مصالحة رياضية وطنية في مجموعة الاندية الكبرى واوصى بتكوين مجموعات تفكير في صلب النادي"(؟؟!!!)

في الواقع نحن هنا بصدد استمناء الخطاب الكروي لخطاب لا يناسبه.. أكبر من مقاسه... السؤال طبعا: لماذا يتم هذا الاستبدال الكاريكاتوري لخطاب الأزمة و الإنفصال و الثورات و المشانق و الحروب و الأزمات الأهلية التي تستحث "مصالحات وطنية" و ما يناسبه و ما هو في مقامه الكارثي الواقعي.. يستبدله بما هو في مقام مجرد "بطولة" كرة قدم... هل يرجع ذلك لتضخم مرضي للذات الكروية أم لحاجة الذات المعنية (صفاقسية أو غير ذلك لا يهم) للتعبير بمصطلحات الأزمة؟

لكن من أعطى الحق، بعد هذا و ذاك، لأن يتكلم السيد "الإعلاني" و "الناطق باسم مجلس الثورة" باسم جهة كاملة من هذا الوطن (و ليس مجرد "بر")؟ هل أن منصب "الناطق باسم" نادي كروي يعني في النهاية النطق باسم مدينة يعيش فيها ما يقرب عن المليون ساكن؟ هل نحن بصدد استبدال التنظم السياسي بالتنظم الكروي-الجهوي مثلما كان الحال مع الطرق الصوفية أيام الاستعمار الحالك؟

لكن ذلك نقاش طويل يحتاج مقاربات أعمق ربما أتينا على بعضه مع أصدقاء مدونين آخرين في هذا الحوار في موقع رديون

يبقى أن ما بين سطور إعلانات السيد قطاطة نقرأ جهوية مضادة تتمثل المؤامرة و الأهم تتمثل التصورات المغلوطة التي تدعي محاربتها: لا نعرف إن كان هذا الخطاب يعتقد حقا في أن جهة كاملة من "بر تونس" هي حقا "نعوجية" و أنها بقيت صامتة حتى حل المسيح المخلص في شخص "قائد الثورة" حفظه الله و رعاه السيد الزحاف؟ هل أن هناك فعلا "تفوقا دائما" في الامتحانات" و وجودا مميزا في "النصر و القنطاوي..." يستحق الاستكثار و الحسد؟ كان المنزلق واضحا و لكن متوقعا في أي خطاب يتمثل التقوقع و التميز في الآن نفسه: أنتم الجهويون المقيتون نعلن أمامكم أننا أكثر جهوية.. بل نحن جهويون... حتى الموت...
بكل فخر يستنطق قطاطة "البولشيفي" المذبوح: نحن ستالينيون "بولشيفيون" في جهويتنا

كلمة أخيرة للصريح (التي يتهمنا البعض بمحاباتها في جوائز البودورو): هل تمر أوراق مقالات من هذا النوع أمام سيادة رئيس التحرير "الورقي" قبل نشرها؟

مرسلة بواسطةهيئة تحرير بودورو | عدد التعليقات:38
التسميات:
الثلاثاء، يناير 01، 2008 على الساعة 08:40

مثلما أشرت في وقت سابق فإنه لا يوجد أي بلد لا توجد فيه صحافة بودورو. ينطبق ذلك أيضا على التجارب الصحافية العريقة بما في ذلك تجارب صحافية عربية ترجع للقرن التاسع عشر و تعيش درجة محترمة من الحريات الإعلامية مثلما هو الحال في مصر. ينبغي هنا التوقف لتعريف الصحافة بودورو. و الخصائص التي سأعرضها تنطبق على كثير من النماذج الصحافية التونسية و لكن تشمل في كثير من الأحيان مدرسة عالمية في الصحافة البودورية

إذا من أهم سمات الصحافة بودورو أنها صحافة الإثارة التي تعتمد على عناوين تدعي أخبارا غير دقيقة لا تعكس إعلاما نزيها بل ترغب بالأساس في التسويق أو الدعاية أو الإثنين معا. هي أيضا صحافة تعتمد أسلوب "القص و التلصيق" من خلال تجاهل المصدر و هو ما يؤدي للإلتفاف على واحدة من أهم سمات العمل الصحفي الجاد و هو البحث و العمل الميداني و العمل على إستقاء الخبر من مصدره. و للأسف كنا أشرنا من خلال مدونة بودورو إلي عدد من الأمثلة التي قام فيها صحفيون تونسيون بعمليات "قص و تلصيق" فجة بشكل يعكس عدم مبالاة بالقارئ و استنقاص لذكائه. بل يوجد إبداع خاص ببعض النماذج الصحفية التي نجحت في إنشاء "مدرسة" في هذا المضمار من خلال إبداع أساليب غير مسبوقة و أهمها طريقة تحرير الأخبار و التحاليل على أساس "قص و تلصيق" ماهو "مسموع" من خلال تصدير بعض الأركان الإخبارية بلفظة "إستماع" و هي إشارة إلي أن مصدر التحليل أو الحوار مستند إلى متابعة برنامج تلفزي في أحد الفضائيات الإخبارية (و التي تكون عادة قناة الجزيرة)... و هي طريقة تعكس كسلا إعلاميا و تهربا من القيام بالدور الثاني الأساسي في أي عمل إعلامي إلي جانب الدور الإخباري و هو دور التحليل.

سمة أخرى أساسية للصحافة بودورو هي طبعا اللغة الخشبية. و على عكس المتوقع يجب الإعتراف أن اللغة الخشبية تحتاج التمرس و يتم إكتسابها من خلال تراكم الخبرة. و بمعنى آخر هناك درجات في اللغة الخشبية... حيث لا يمكن المساواة بين الذين يتقنونها و أولائك المبتدئين قليلي الخبرة. و برغم صعوبة تلخيص معنى اللغة الخشبية في المجال الصحفي من دون تقديم أمثلة فإنه يمكن المغامرة و القول بأن اللغة الخشبية هي بالأساس لغة الفراغ من المعنى... فهي اللغة التي تنجح في تحبير صفحات من الكلام من دون القيام بتقديم أي فكرة يمكن فهمها. و من هذه الزاوية تمثل هذه اللغة خطرا فعليا على ذهن أي قارئ يرغب في الفهم لأنها تفقده الثقة في عقله

غير أن هناك سمات أخرى أكثر تمويها للصحافة بودورو. من أهمها الحرص على إنتقاء الآراء إذ يتم مثلا الحديث عن مشكلة أو قضية ما من خلال تقديم وجهة نظر طرف معين مقابل الامتناع عن تغطية أو توفير الفرصة للطرف الآخر للتعبير عن رأيه فيها. و تضع هذه الطريقة الصحفي في الموقع الذي لا يجب أن يقف فيه: حيث يصبح و بطريقة فجة جزءا من القضية التي يقوم بتغطيتها عوض أن يأخذ موقع الحياد و هو الشرط الأساسي الذي يكسب ناقل الخبر أي الصحفي صفته التي تميزه

تبقى السمات الأخرى الأكثر بروزا للصحافة بودورو و من أهمها من دون شك الترويج للدجل الفاضح من خلال نشر الإعلانات لكل من يرغب في التكسب السهل. و لا توجد أمثلة أفضل من الإعلانات الإشهارية للمتطببين و العرافين و المنجمين الذين يتوالدون كالفطر... و هنا يجب التذكير أن الإشهار مدفوع الأجر لا يبرر تملص المشرفين على الصحف من محتوى الإشهار... إذ لا يمكن قبول أية إشهار بدعوى أن القائم به يتحمل وحده مسؤولية مضمونه... و ربما من أوكد المهام الملقاة على جسم الصحفيين التونسيين هو الوقوف أمام أصحاب الصحف من أجل إقرار ميثاق إشهار في الصحافة يلتزم بعدد من المبادئ التي تمنع التكسب من وراء ظهر المتكسبين

لكن برغم كل هذه المظاهر سأحاول النظر الى نصف (أو ربع أو عشر... لا يهم) الكأس الملآن. إذ هناك بعض المؤشرات المتزايدة على تغير نحو صحافة تونسية أقل بودورية. و على سبيل المثال شهدت سنة 2007 حدثا صحفيا بارزا تمثل في المخاض العسير لميلاد أول نقابة تونسية للصحفيين. و بالرغم من الظروف المثيرة للجدل لهذه الولادة القيصرية إلا أن المحصلة إيجابية بمعزل عن أي نوايا. الدليل الأهم على ذلك أن هناك قوائم إنتخابية مختلفة ستتنافس في المؤتمر الذي سيعقد في الأسابيع القادمة (أنظر لمزيد من التفاصيل هنا). و هو ما يجعل الصحفيين أمام تحدي (على المدى القصير أو الطويل) لا يختلف عن قطاعات مهنية أخرى اكتسبت بشكل متدرج إستقلاليتها من خلال فرض تنافس انتخابي حر مثلما هو الحال في قطاع المحامين. من جهة أخرى كنت لاحظت في عدد من المناسبات مثلا في مختلف صحف دار الصباح نفسا أكثر جرأة في الأشهر الأخيرة (آخر مثال عدد اليوم 1 جانفي من يومية الصباح و التي قامت بحوارات مع أطراف سياسية متباينة الى درجة كبيرة مع المواقف الرسمية خاصة هنا و هنا و هنا). كما أن هناك نزعة أقوى لتغطية مواقف الأطراف المختلفة خاصة عند تغطية الأوضاع النقابية في عدد من الصحف (الصباح، لوطون، الشروق، أخبار الجمهورية... و حتى الصريح) من خلال الحرص على التعبير عن وجهة نظر الأطراف النقابية في نفس الوقت الذي يتم فيه تغطية موقف الجهات الرسمية و هو ما برز في الأزمة الأخيرة بين نقابة التعليم الثانوي و وزارة الإشراف

ربما هي أجواء الاحتفال بسنة جديدة التي تدفعني للتفاؤل و تمني سنة صحافية أفضل... غير أننا على ثقة في مدونة بودورو أننا سنواصل العثور على نفس السمات المذكورة أعلاه... و كل عام و صحافة البودورو بخير

مرسلة بواسطةهيئة تحرير بودورو | عدد التعليقات:8
التسميات: