الأربعاء، مارس 05، 2008 على الساعة 10:00

كنت قد استبشرت خيرا بانتخابات نقابة الصحفيين التونسيين في بداية هذا العام (هنا) خاصة بعد صعود قائمة من المستقلين المعتدلين على رأسها إثر إنتخابات حرة شفافة (هنا).. النقابة الفتية، مثلما توقعت و على عكس مواقف بعض الأصدقاء المتشائمين، أكدت إستقلاليتها و اهتمامها بالمستوى المهني للصحافة التونسية و آخر المؤشرات على ذلك بيانها الذي صدر بالأمس (عن الصباح)... أهم ما جاء فيه: "إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، إذ تستهجن مثل هذا الأسلوب العقيم، فإنها تؤكد على رفضها التام والقطعي لأسلوب التعدّي على أعراض الناس وشتمهم أو ثلبهم، وتعتبر أنّ ما نشرته جريدة «الحدث» في حق بعض الشخصيات الوطنية يدخل تحت طائلة القانون وخاصة مجلة الصحافة في الفصل 50 وما تعلق بالثلب"
و قد كان الزميلين "فري رايس" و "كلاندستينو" تعرضا في مدونة بودورو مؤخرا (هنا و هنا و هنا) بالإضافة لمناسبات عديدة في السابق لبعض المقالات في بعض الصحف التي تستعيض عن النقد السياسي المشروع بالشتم و التعريض بالناس و هو الأسلوب الذي نرى أنه لا يحقق أهداف الجدال السياسي الشفاف و الصحي... و بمعزل عن موقفي شخصيا من "الشخصيات الوطنية" التي تعرضت للنقد (للإشارة لا أتفق مع الكثير من أساليب عملها السياسي و الحقوقي) فإن ذلك لا يبرر البتة كتابة مقالات من النوع المذكور أعلاه بل أن القوانين القائمة في بلادنا مثلما أشار بيان نقابة الصحفيين تعرض أصحابها للمساءلة القانونية و هو الأمر الطبيعي في سياق الرقي بصحافتنا الوطنية و ذلك بالمناسبة من الطرق المساعدة على حماية حياة سياسية وطنية سيادية

أخيرا نقل الصباح لبيان نقابة الصحفيين هو مؤشر على انقسام للمشهد الصحفي يخرج بنا من التعارض المفترض من قبل البعض بين "صحافة معارضة مستقلة" و معزولة مقابل بقية الصحافة التونسية... إذ نحن هنا على مشارف مرحلة جديدة تتميز بتباين بين نوعين من الصحافة في خضم الصحف التونسية الرئيسية
mainstream newspapers
لا يقيم تطابقا مثلما هو رائج عند البعض بين "المعارضة" و "الاستقلالية" بل يجعل "الاستقلالية" شرطا مهنيا محايدا بمعزل عن مواقف "المعارضة" و "الموالاة" و هذا مؤشر صحي تماما بالنسبة لأي صحافة ناضجة

مرسلة بواسطةهيئة تحرير بودورو
التسميات: